لا شك أن قضية البدون أخذت أبعادا كثيرة من خلال التضييق عليهم في الحقوق الإنسانية والمدنية، إلى أن تفاقمت القضية وأصبحت متداولة عالميا، مما أساء لسمعة الكويت ذات التاريخ الإنساني المشرف، وأصبح البدون أجيالا ذات هوية مفقودة، فمنهم من أفنى حياته في خدمة الكويت، سواء في القطاع النفطي أو العسكري، ومنهم من رفع اسم الكويت في المحافل الدولية، ومنهم من دافع عن ترابها وسقط شهيدا يروي بدمائه أرضها، ومنهم من ساهم في تحريرها، ولا أروع من هذه الخدمات الجليلة التي قدموها، ولكن دون تكريم، وغالبيتهم من أصول كويتية عريقة وقبائل وعوائل محترمة معروفة، فلماذا لا تكون هناك جدية في منح المستحقين منهم شرف المواطنة؟
وحقيقة أجد أن لهم الحق بالخروج عن صمتهم والتعبير عن معاناتهم، وأحييهم بتجمعاتهم السلمية والراقية لتوصيل رسالتهم، ولقد اطلعت على اللقاء الذي بثه تلفزيون الكويت لرئيس الجهاز العم صالح الفضالة وقيادييه، وذهلت من المعلومات التي ذكروها، والتي تدينهم أكثر مما تبرئهم، حيث أقر رئيس الجهاز أن هناك مستحقين للجنسية بالآلاف! إذن ما السبب في عدم تجنيسهم؟ ومن المسؤول عن تأخير ذلك؟ ومن يتحمل وزر ضياع مستقبل العديد منهم سواء بحياتهم العلمية أو العملية؟
لقد آن الأوان لنصرتهم وأن تلتفت الحكومة لقضيتهم وحلها بما يحقق العدالة للمستحقين منهم، والتعامل الإنساني لغير المستحقين، وكذلك الاستفادة من كفاءتهم وخبراتهم بسد الشواغر الوظيفية في مؤسسات الدولة.
ونتمنى أن تنتهي هذه القضية جذريا الآن في عهد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وحكومة سمو الشيخ جابر المبارك، خصوصا بعد تصريح وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود بأن هناك دفعات سيتم تجنيسها في أواخر هذا الشهر أو بداية الشهر المقبل، ونتمنى أن يعالج الحمود الخلل في التجنيس السابق، وأن يكون منح الجنسية في الدفعات القادمة للمستحقين فعلا من البدون، كالعسكريين وأقارب الكويتيين وأصحاب الخدمات الجليلة وأصحاب الشهادات العليا دون تدخل أو واسطة لمنح من لا يستحق على حساب المستحق، وبالتالي نعيد نفس المشكلة.
رسالة إلى الوزير المليفي
أعرف أنك رجل منطق وعقل، وتسعى لتطوير التعليم، لذا أتمنى منك أن تتبنى تعيين المدرسين البدون والاستفادة منهم كمعلمين في وزارة التربية بدلا من التعاقد مع معلمين من الخارج يجهلون عادات وتقاليد المجتمع الكويتي، ولا يعرفون حتى اللهجة الكويتية، فوزارتك تعنى بالتربية قبل التعليم.
@jarrah1977
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق